قال الشيخ عبدالعزيز بن عقيل بن عبدالله العقيل* رحمه الله تعالى حينما سافر لعلاج عينيه لدى دكتور العيون المختص بجده وحينما نزل على أخواله بمكة المكرمة : الوالد علي بن عبدالعزيز العجروش وأولاده عبدالرحمن وصالح والدكتورعثمان والدكتور حمد وعبدالله وعبدالعزيز، وقد أكرموه وساعدوه في مهمته ووسعوا صدره في غربته فقال هذه القصيدة يمدحهم فيها ويثني عليهم لأفضالهم الطيبة معه ومع غيره، وكانت سفرته هذه في عام 1371 هـ.

رَعَىْ اللهُ أَقْوَاْمَاً نَزَلْنَاْ بِقُرْبِهُــــــــــــمْ               قَدْ أَنْزَلُوْنَاْ فِيْ رَفِيْعِ اْلْمَنَــــــــــــــاْزِلِ

وَقَدْ سَهَّلَ اْلْمَوْلَىْ بِهِمْ كُلَّ حَاْجَـــــــــةٍ               فَكَاْنُوْاْ لَنَاْ عَوْنَاً عَلَىْ كُلِّ نَــــــــــــاْزِلِ

تَبَاْرَكَ مَنْ قَدْ خَصَّهُمْ بِفَضَاْئِـــــــــــلٍ                يُقَصِّرُ عَنْ تِعْدَاْدِهَاْ كُلُّ كَاْمِـــــــــــــلِ

مَكَاْرِمُ أَخْلاْقٍ وَبَذْلٌ بِحِكْمَـــــــــــــــةٍ                طَلَاْقَةُ وَجْهٍ وَاْحْتِقَاْرُ اْلْمَبَــــــــــــــاْذِلِ

أُوْلَئِكَ أَخْوَاْلِيْ سَقَىْ اْللهُ دَاْرَهُـــــــــــمْ                قَرِيْبَاً سَحَاْبَ اْلْجَوْنِ مِنْ كُلِّ هَاْطِـــــلِ

وَأَلْبَسَهُمْ مِنْ وَاْفِرِ اْلْمَجْدِ حُلَّـــــــــــــةً                تُسَرْبِلُهُمْ حَتَّىْ رُؤُوْسَ اْلأَنَاْمِــــــــــــلِ

وَأَبْقَىْ لَهُمْ ذِكْرًا جَمِيْلاً مَعَ اْلْــــــوَرَىْ                مَدَىْ اْلْدَّهْرِ فِيْ إِصْبَاْحِهِمْ وَاْلأَصَاْئـــِلِ

لَحَىْ اْللهُ مَنْبُوْذًا يَلُوْمُ بِمَدْحِهِـــــــــــــمْ                إِذَاْ كُنْتُ فِيْ جَهْلٍ فَسَلْ كُلَّ عَاْقِــــــــلِ

وَسَلْ عَنْهُمُ وَفْدَ اْلْحَجِيْجِ إِذَاْ أَتَـــــــــوْا                عَلَىْ اْلْبُعْدِ عَنْ أَوْطَاْنِهِمْ وَاْلْمَنَـــــــاْزِلِ

وَقَدْ خَصَّ مَوْلاْنَاْ عَلِيَّا بِفَضْلِــــــــــــهِ                وَإِحْسَاْنِهِ فِيْهِ اْكْتِمَاْلُ اْلْفَضَاْئـــــــــــــِلِ

فَأَعْطَاْهُ رِزْقًا وَاْسِعًا وَأَعَاْنَــــــــــــــهُ                عَلَىْ نَفْسِهِ بِاْلْبَذْلِ فِيْ كُلِّ نَـــــــــــاْزِلِ

وَلاْ تَنْسَ يَوْمَا وَاْلِدَيْهِ وَعُرْسَـــــــــــهُ                وَأَنْجَاْلَهُ مِثْلُ اْلْكِرْاْمِ اْلأَمَاْثــِـــــــــــــِلِ

حَمَاْهُمْ إِلَهُ اْلْعَرْشِ عَنْ كُلِّ فِتْنَــــــــةٍ                وَأَوْهَبَهُمْ رَدًا عَنِ اْلْشَّرِّ عَــــــــــــاْزِلِ

فَكُلٌّ لَهُ فَضْلٌ عَلَيْنَاْ وَمِنَّـــــــــــــــــةٌ                وَمَاْ قَصَّرُوْا فِيْ حَلِّ كُلِّ اْلْمَسَاْئِـــــــلِ

فَقَدْ وَسَّعُوْا صَدْرَ اْلْغَرِيْبِ بِجُهْدِهِـــمْ                كَمَاْ قَرَّبُوْاْ مِنْهُ جَمِيْعَ الْوَسَاْئِــــــــــــلِ

وَلاْ تَنْسَ رَبَّاْتَ اْلْحِجَاْلِ فَإِنَّهَــــــــــاْ                حَلاْئِلُ صِدْقٍ هُنَّ نِعْمَ اْلْحَلاْئِــــــــــلِ

وَإِيَّاْكَ أَنْ تَنْسَىْ سَعِيْدًا وَأُمَّـــــــــــهُ                كَذَاْكَ جَمِيْلاً سَاْعَدُوْا بِاْلْجَمَاْئِـــــــــــلِ

فَيَاْرَبِّ بَلِّغهُمْ جَمِيْعًا مُرَاْدَهُـــــــــــمْ                مِنَ اْلْدِّيْنِ وَاْلْدُّنْيَاْ بِأَعْلَىْ اْلْمَنَــــــــاْزِلِ

وَصَلَّ عَلَىْ مَنْ يَحْمِلُ اْلْكَلَّ عَــــاْدَةً                وَيَسْتُرُ مَاْ يَلْقَاْهُ مِنْ كُلِّ نَـــــــــــــاْزِلِ

مُحَمَّدٍ اْلْمَبْعُوْثِ فِيْ خَيْرِ شِرْعَــــــةٍ                وَأَصْحَاْبِهِ وَالآلِ مِنْ كُلِّ عَاْهِـــــــــلِ

(*) ولد الشيخ عبدالعزيز بن عقيل بن عبدالله العقيل في عنيزة سنة 1298هـ ونشأ عند والده، وقرأ القرآن على الشيخ عبدالله بن سليمان ابن دامغ، فحفظه وجوده، ثم شرع في طلب العلم فقرأ على الشيخ عبدالله بن عايض، والشيخ إبراهيم بن حمد الجاسر، ثم لازم الشيخ صالح بن عثمان القاضي، فقرأ عليه الأصول والفروع والحديث والتفسير، وكان جيد الحفظ، حسن الصوت، حاد الذكاء حاضر الجواب، يعتبر من علماء عنيزة وأدباءها وشعرائها، شغوفا بالألغاز والأسجاع، يجيد إيرادها كما يجيد حلها، وتولى مهنة المحاماة ونجح فيها لأنه كان قوي العارضة حاضر الحجة، واشتغل بالتجارة، وكان له دكان في سوق المسوكف، قريب من مسجد المسوكف، يجتمع عنده بعض إخوانه وزملائه الطلبة، ويتباحثون فيما يستجد من المسائل، وعندهم بعض المراجع لاستخراج ما يشكل عليهم من المسائل.

قصيدة قالها عبدالعزيز المحمد القاضي* يشكو إلى صديقه علي العجروش:

يــاعـلـي صنـدوق مــن الشـعـر مـفـتــوش          قـــم  خــذ مــنـه ماشـاق بــالــك بـلاشي

الله مـــن قــلـــبٍ غــدا يــابــن عـجــروش          فوت الحرص من جوف صندوق جاشي 

غــدوا بــه النـجــع الــذي قــادوا الـبــوش          والنـجـع عــن رجـلـي بــعـيـد المـعـاشي 

أقـفــوا بـخــودٍ حــاشــوَه بـالفــنـا حـــوش          ونــحـّوا عـنـه بــاطـرافـهــن كــل غاشي 

مـن فـوق كـبـرات (العبيـات) و(كـروش)          ومـركِـيـّهـن يـقـهــر وســاع الــحــواشي 

وإلى اعتلوا بسروجهن في ضحى الهوش          ســقــوه مـــن الضـد الـزجـاج العـطـاشي

لــــوالـغــزال تــبــاع يـاعلـي بــقـــروش          أو الــذهـــب مــا مــر طــيــب مــعــاشـي 

الـعـنـدل الـلـي خـدهـا صــيــغ بـنــمـوش          جــوهــــر ومـــايــاتٍ لــهــن اهــتــواشـي 

ومـلـبّسيـنـه غـــالـــي الـــــدل بــنــقـوش          ومــطوّقــيـنـه مــــن جـــــلال الـقـــمـاشي 

والـقـرن سـبـاح مـــن الــورد مـرشـوش          وســـهــوم نــجلــه مــدهــشـــاتٍ غـــواشي 

لـــو إن قـلــبـي مــــن ثـنـايـاه مـنـعـوش          مــا حــاربـــت عــيـنـي لــذيـــذ الــفــراشي 

يـاعلـي كــنّ الـجسـم بـالـنـاب مـنـهـوش          مـــن نـــاب حــضـفِ كــنــها رجــل حاشي 

مـاعـاد أسـيـر إلا علـى الـرجل مـنعوش          وإلا عــلــى الــرجـــلـيــن مــانــيــب ماشي 

بـقـى دنـيـف الـجـسـم يـاعـلـي قـرفــوش          والســـــر لـــو صــكـيـت الأقــفــال فــاشي 

لــعـب بـعقـلـي صــاحــبٍ داشـنـي دوش          ورســمــنــي الــواشـي بــنــقــش الـحواشي

سـاعـة بــدا هـــذا الـنـبـا خـص عـيـّوش          بــســلامٍ أحــلــى مــــن مــجــاج الــنـواشي

(*) ولد الشاعر عبد العزيز بن محمد بن عبد الله القاضي سنة 1269هـ، وهو ابن الشاعر الكبير محمد العبد الله القاضي، و نبغ في الشعر كأبيه وتوفي سنة 1308هـ.