علي بن عبدالعزيز بن علي العجروش

ولد الوالد علي رحمه الله بمدينة عنيزة، وكانت حياته حافلة بالتنقلات، وعاش ما يقارب خمسة وثمانون عاماً، وبدأ حياته بالسفر متنقلاً بين مدن المملكة والهند ومملكة البحرين، وقضى عدة سنوات على هذا الحال. وعندما عاد لعنيزة وأستقر بها سكن في بيت والده عبدالعزيز رحمهما الله جميعاً في شارع السلسلة بحي السويطي، وكان وحيد والده من حيث الذكور، وأمه الوالدة عائشة الصمعان رحمها الله وله ثلاث أخوات لطيفة وموضي وحصة. وعمل في ذلك الوقت في حرفة النجارة مع والده، وتزوج من الوالدة منيرة بنت عبدالله العقيل (أمي عقيلة) رحمها الله، وهي إبنة عمته نورة، وأنجب أكبر أبنائه عبدالرحمن رحمه الله في عنيزة، وأصبح يعرف بـ “أبو دحيم”، وبعدها انتقل مع عائلته إلى مكة المكرمة عن طريق الجمال، وكانت مدة السفر من عنيزة إلى مكة المكرمة بالجمال حينها تستغرق شهراً كاملاً، كما تزوج فيما بعد إبنة عمه سعد الوالدة هيله وانجب منها ابنه الدكتور حمد. وعندما استقر في مكة المكرمة بحارة “اجياد”، عمل في ما يسمى بـ ” الشؤون الخاصة ” التابعة لوزارة المالية أعوام طويلة حتى عهد الملك سعود بن عبدالعزيز رحمه الله، ثم عمل بعد ذلك بالتجارة، حيث كان يستورد أجود أنواع الأرز المزة (أرز أبو ميزان – أرز الهوره) والسكر والشاي من الهند، وكانت علامة الشاي التجارية “شاي أبو جبلين وارد علي العجروش وأولاده”، كما عمل في توزيع الإسمنت في مكة المكرمة، بعد إحضاره من مصنع الإسمنت في جدة، وعمل بتجار المواشي شراكة مع عمه عبدالله رحمه الله، وأشهر من تعامل الوالد علي في التجارة معهم الشيخ طه خياط رحمه الله وعائلة كانو، وكان لعمه سعد بن علي العجروش رحمه الله فضل كبير، حيث سانده وشجعه في تجارته واصطحبه معه إلى البحرين منذ صغره. وكان في أيام الحج يعمل بصرافة العملات، والجدير بالذكر أنه كان سريع جداً في إجراء العمليات الحسابية ذهنياً لدرجة مدهشة، رغم أنه لم يتلقى أي تعليم في الحساب، وتعلم الأرقام من تلقاء نفسه من خلال ترقيم المنازل في مملكة البحرين حين ذاك، وكان رحمه الله يتقن القراءة والكتابة التي كان نادر من يتقنها في تلك الأيام. وكان بيته في حارة اجياد مضافة لجميع زائريه من الأقارب ومن أهالي عنيزة، وكان يسير حملات على نفقته الخاصة لاستضافة حجاج بيت الله الحرام من الأقارب والمعارف. وعاش الوالد في آخر حياته متنقلاً بين بيت الجهيمية في عنيزة وبيت ابنه صالح رحمه الله في الرياض، وبيت الششه في مكة المكرمة، وله ستة من الأبناء عبد الرحمن وصالح والدكتور عثمان والدكتور حمد وعبدالله وعبدالعزيز، وله سبع من البنات رقيه ومضاوي ونورة وفاطمة ولطيفة ولولوة وحصة، وكان كل من العم قدهي بن محمد القدهي، والعم عبدالله بن سعيد، والعم عبدالرحمن الطاسان رحمهم الله جميعاً من أعز أصدقاء عمره، وكانت أهم هواياته المقناص والمشي ولعب الضومنه. وتوفي رحمه الله في مدينة الرياض، ودفن في مقبرة العدل بمكة المكرمة، بعد أن أوصى بدفنه بجانب قبري والديه رحمهم الله جميعاً وأسكنهم فسيح الجنان.