سعد بن علي بن عبد العزيز العجروش

ولد الوالد سعد في عنيزة، ونشأ وترعرع بها، وكان ترتيبه الثاني بين إخوته الذكور بعد عبدالعزيز وقبل عبدالله، وثم نوره أختهم الوحيدة، وله أربعة من الأبناء الذكور، علي ومحمد وصالح والدكتور أحمد، وله سبع من البنات هيله ولولوة وفريدة وموضي وحصة ومنيرة وفاطمة. وعمل في عنيزة مع أخيه الأكبر عبدالعزيز في حرفة النجارة والاتجار بها، وأصبح لهم شهرة كبيرة جداً في صناعة الأبواب والشبابيك الخشبية، وكان رحمه الله يتقن الحرفة أكثر من أخيه الأكبر عبدالعزيز، وعندما وصل إلي علمه أن بعض الناس يتناقلون أن سعد سيستقل عن أخيه عبدالعزيز ليعمل وحيداً، فقرر رحمه الله أن يذهب للشيخ (بمثابة المحكمة تلك الفترة) وأن يكتب تعهداً على نفسه بأن يكون مع أخيه الأكبر عبدالعزيز شريكين متساويين في كل ما يملكه الآخر حتى الممات، وكان دافعه رحمه الله في ذلك أن لا تفرق أمور الدنيا بينه وبين أخيه، وأوفى رحمه الله بذلك حتى بعد وفاة أخيه عبدالعزيز، واستمر على ذلك إلى أن توفي رحمه الله. وعندما تغيرت الأحوال في عنيزة ولم يكن لسلعة النجار رواج في تلك الفترة، ترك رحمه الله حرفة النجارة، حيث سافر الوالد سعد مع من سافر من شباب عنيزة، متنقلاً بين مملكة البحرين والكويت والهند، وعمل بالتجارة طالباً للكسب الحلال، وكان المغتربين من شباب عنيزة يشد بعضهم أزر بعض، ويتغلبون على غربتهم بالتعاضد وخدمة بعضهم بعضا، وكان من أعز أصدقاء غربة الوالد سعد الأخوين معالي الشيخ عبدالله السليمان الذي أصبح وزيراً للمالية، والشيخ حمد السليمان. وعندما عاد الوالد سعد من غربته أستقر في عنيزة، وانتقل أبناء السليمان لخدمة الملك عبدالعزيز، ورشحوا صديق غربتهم الوالد سعد للعمل معهم، حيث كان تكوين رجال الدولة في السابق يتم على أساس الإخلاص والأمانة والتفاني في الخدمة، وانتقل الوالد سعد إلى مكة المكرمة مع أسرته، ليعمل مع الحكومة وسكن ببيت الجبل بحارة “اجياد”، وقد اختير بأن يكون مندوب الحكومة في مدينة حفر الباطن لاستقبال الحجاج القادمين من شرق المملكة (الكويت – العراق – إيران ..إلخ)، كما كان مسئولاً عن اختيار أفخر أنواع التمور من القصيم والتي كان يقدمها الملك عبدالعزيز رحمه الله كهدايا لرؤساء وملوك الدول الأخرى. وفي عهد الملك عبدالعزيز، شارك الوالد سعد مع إبنه علي في حرب اليمن تحت إمرة الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله، وكان رئيساَ للشونة والأرزاق المعدة للحرب، وبعد إيقاف الحرب والتوقيع على اتفاقية الطائف بين السعودية واليمن، أمر الملك فيصل بتسليم الشونة والأرزاق إلى اليمن، وبعد مشاركته بالحرب عين الوالد سعد رئيساً للشونة في الطائف، وكان لا يجيد القراءة والكتابة، وكان كاتبه حين ذاك خالد السعد القبلان، شقيق معالي الشيخ عبدالله الذي عين فيما بعد وزيراً للمواصلات. واستقر الوالد سعد في مكة المكرمة بعد ذلك ببيت بئر بليلة بحارة “اجياد” إلى أن توفي رحمه الله، بعد أن عاش ما يقارب الثمانون عام.